الجمعة، 23 أكتوبر 2015

||<> أقولها... وأمضي .... <>|| عاشوراء... بين اللّطميّات والحتميّات <>||



العاشر من محرّم، هو يوم عاشوراء، وقد ارتبط في تاريخ المسلمين بأحداث كثيرة، ومن أهمهّا الجريمة السّياسيّة النّكراء الّتي هي مقتل الإمام الحسين ابن عليّ بن أبي طالب، سبط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

كانت تلك الجريمة غاية في البشاعة، لمكانة الحسين رضي الله عنه، ولأنّها نفس بشريّة قبل كلّ شيء. وهو ما تسبّب في إحداث شروخ في صفوف المسلمين جميعا، مازالت ماثلة إلى اليوم، تغذّيها السّياسة الرّعناء والمصالح الخرقاء وتطيل أيّامها وتؤبّدها...

الغريبُ في جريمة مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه أنّ نخب المسلمين في أغلب مذاهبها لم تستطع إلى يوم النّاس هذا أن تطرح السّؤال الصّحيح، وبقيت المجتمعات منقسمة عموما، بين أنظمة سياسيّة توظّف التّاريخ لكي تبتزّ به غالبيّة المسلمين وتستأثر بدعاية الحبّ الخالص الموجب للثّأر المجنون، ومن ورائه السّياسة الميكيافيليّة في تجليّاتها الكاملة، وبين أنظمة سياسيّة أخرى تبرّر التّاريخ من أجل أن تحكم باسم الغالبيّة العظمى من المسلمين الّذين اختاروا أن يكونوا خارج مربّع الرّهدنة الطّائفيّة!

وهكذا بقينا ندور منذ ألف وأربعمائة عام في فلك جريمتين: من جهة: جريمة قتل الإمام الحسين وهي جريمة سياسيّة شنيعة بكلّ المقاييس، ومن جهة ثانية جريمة تأبيد الثّأر من طرف من لم يكلّفهم الإمام الحسين بأخذ ثأره ضدّ من لا ناقة لهم ولا جمل في مقتله! فلا الدّائن مدين ولا المدين دائن!

ولقد هالني أن أقرأ مؤخّرا تصريحات إيرانيّة رسميّة في تأبين قتلى الحرس الثّوري الإيرانيّ في سوريّة، قائلين أمام توابيت القتلى، بكلّ سخرية: إنّهم شهداء حسينيّين وزينبيّين يثأرون للحسين! وكأنّ الإمام الحسين وزينب هما عندنا العدوّ نحن معشر المسلمين الّذين لا نفهم هذا التّحشيد الطّائفيّ المقيت! قاتل الله السّاسة المكيافليّين .. ما أكذبهم!

وفي تقديري، السّؤال الجوهريّ الّذي ينبغي أن نعلّمه لأولادنا في المدارس هو: ما الّذي ينبغي تغييره أو عمله أو استنباطه في نظام الحكم في مجتمعاتنا لكي لا تتكرّر هذه الجريمة السّياسيّة في دار الإسلام بصور وأشكال شبيهة بجريمة مقتل الإمام الحسين؟ وكيف نتجنّب توظيف السّياسة الميكيافيليّة للتّاريخ في سبيل تغطية عوراتها اليوم، وعلى رأس العورات الاستبداد وإهدار حقوق الإنسان؟؟؟


||<> بقلم ‫#‏بشير_العبيدي‬ || محرّم 1437 <>||
‫#‏مَعينُ_الثّقافةِ‬
‫#‏كَلِمَةٌ_تَدْفَعُ_ألَمًا_وَكَلِمَةٌ_تَصْنَعُ_أَمَلًا‬


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق