الأحد، 18 أكتوبر 2015

||<> ‫#‏زاد_العقول‬ ||<> البُراق..والأخذُ بالأسباب <>||




يوم الجمعة الماضي، اتّجهتُ إلى المسجد الّذي اعتدت الصّلاة فيه، فكان موضوع الخطبة معروفاً سلفاً بحكم أنّنا احتفلنا قبلها بيوم برأس السّنة الهجريّة، إلّا أنّ ما شدّني في خطبة هذه الجمعة هو كيف أنّ الإمام جزاه الله خيراً، بيّن في حديثه هدفاً رائعاً للهجرة يخفى عن الكثيرين، وهو الأخذ بالأسباب في أيّ عمل.

فالرّسول صلّى الله عليه وسلّم وبرغم علمه أنّ الله حاميه، لم يتواكل أبداً، بل هيّأ الظّروف المناسبة للهجرة، فاختار رفيق الدّرب أوّلاً، ثمّ جعل عليّاً كرّم الله وجهه يبيت مكانَه ليلتها، وكذا غيّر من مسار الرّحلة المعتاد لتمويه المشركين، وكذا كانت أسماء بنت أبي بكر تتكفّل باحضار الزّاد إليهما، وكيف أنّ عبد الله بن سيّدنا أبا بكر كان يتقصّى الأخبار وينبئهما بها، وكذلك كان راعي الصِّدِّيق رضي الله عنه يمشي بغنمه ليمحوَ أثار أسماء وعبد الله، والقصّة معروفة للجميع...

والسّؤال هنا: ألم يكن باستطاعة الله أن يسخّر البراق لرسوله الكريم لينتقل بها من مكّة إلى المدينة بلمح البصر؟

الإجابة أنّ هناك درساً عظيماً خلف هذا أراد رسولنا الكريم أن نعلمه ونتعلّمه، وهو ضرورة الأخذ بالأسباب أوّلاً، ثمّ الأمر لله من قبل ومن بعد.

هذا ما ينقصنا اليوم أحبّتي الكرام، تجدنا مثلاً ندعو ليُمكِّن الله لنا ولا يستجاب لنا، لأنّنا ببساطة لم نأخذ بأسباب التّمكين ولم نعمل لها. وقس على ذلك أيّها القارئ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق