السبت، 17 أكتوبر 2015

||<>#معين_العلوم||<>أبحاث الطّبّ الحيويّ: الباحثون في مجال الأدوية مطلوبون <>||



إن صناعة العلاجات الحيوية في ازدهار حاليًّا، وهي في حاجة إلي علماء متخصصين في علم الأمراض، وإلمام تقني، من أجل المشاركة في جهود اكتشاف الأدوية.
تُعتبر أصناف الأدوية المعتمَدة حديثًا من بين مضادات الكوليسترول هي الأحدث في سلسلة طويلة من الأدوية الحيوية الأعلى مبيعًا، التي لا تُدر ربحًا كبيرًا لشركات الأدوية وفقط، لكنها تمثل أيضًا فرص توظيف لعلماء في بداية مسارهم المهني ممن يسعون لتطوير علاجات متطورة. وللدخول في هذا المجال، على الباحثين الشباب الطموحين أن يشكِّلوا تدريباتهم ومهاراتهم؛ لتتوافق مع متطلبات الصناعة.



إن المستحضرات الحيوية هي أدوية معقدة، تُصنّع أو تستخرج من مصادر حيوية، وتحتوي على بروتينات تنتج بداخل خلايا مهندَسة وراثيًّا، وجزيئات أخرى كبيرة، وخلايا حية. وقد أفاد التقرير الصادر عن هيئة أبحاث الأدوية والمُصنّعين بأمريكا لعام 2013 ـ وهي رابطة تجارية في واشنطن العاصمة ـ أنه يجري تطوير 907 مستحضرات حيوية في الولايات المتحدة وحدها (Medicines in Development: Biologics PhRMA; 2013)، ويحرص مصنِّعو الأدوية حول العالم على توسيع هذا المجال.


في شهر يوليو الماضي، اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مستحضرًا حيويًّا لخَفْض الكوليسترول، يُسمى «أليروكيوماب» alirocumab.

ومن المتوقع كذلك أن يحصل مركب «إيفولوكيوماب» evolocumab المشابه على موافقة تامة في أواخر هذا العام، حيث أجازت استخدامه لجنة أوّلية للتقييم التنظيمي، تابعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية في شهر يونيو الماضي. وتُعَدّ تلك الأدوية هي الأولى من هذا الصنف ـ وهي المعروفة بمثبطات بروتين PCSK9، الذي تعمل هذه الأدوية على إيقاف وظيفته ـ التي تحقق تقدمًا إلى هذا الحد في خطوط إنتاج أي شركة أدوية على الإطلاق. وينتمي دواء «أليروكيوماب»، ودواء «إيفولوكيوماب» إلى مجموعة تُسمى «أجسام مضادة علاجية وحيدة النسيلة»، تقوم بوظيفتها عن طريق الارتباط بالجزيئات المستهدفة، وتغييرها؛ وتقوم مثبطات بروتين PCSK9 بالبحث عن بروتين محدد في الكبد، وإبطال نشاطه؛ مما يؤدي إلى نقص كمية البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) في الدم.


ويتوقع بعض المحللين أن يحقق هذان العقاران المكافحان للكوليسترول مبيعات قد تصل إلى مليارات الدولارات، فقد حققت المنتجات الحيوية العشرون ـ الأعلى تسجيلًا للأرباح في عام 2013 ـ أكثر من مليار دولار أمريكي لكل واحد، وبلغ إجمالي أرباح المنتجات الثلاثة الأعلى في القائمة أكثر من 28 مليار دولار (Nature Biotecnol. 32, 992-1000; 2014). يقول رايموند أماتو، الذي يشرف على عملية التوظيف بقسم الأبحاث والتطوير في شركة «فايزر» للأدوية في جروتون بولاية كونيتيكت: «أعتقد أنه من الإنصاف القول إننا نتوقع نموًّا قويًّا في مجال العلاجات الحيوية».

اقتحام مجال المستحضرات الحيوية
يحتاج الباحثون المبتدئون، الذين يأملون أن يثبتوا أقدامهم على أعتاب هذه الصناعة، إلى معرفة مفصَّلة في المجالات ذات الصلة، مثل علم الأعصاب الحيوي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وعلم المناعة، كما يجب عليهم أن يكونوا على دراية تامة بالتقنيات المتخصصة، مثل الهندسة الوراثية للأجسام المضادة، والجيل القادم من تسلسل الحمض النووي، وتكنولوجيا معلومات الأحياء والمعالجة الجينية. ويحتاج المرء أن يثبت امتلاكه قدرات على حل المشكلات، والابتكار، والقيادة، والقدرة على العمل ضمن فريق، حسب قول مارك كوالا، المدير العلمي في قسم مضاعفات الأيض القلبي ومرض السكري في شركة «إيلي لِيلِي»، وهي شركة رعاية طبية في إنديانابوليس بولاية إنديانا.

لَدَى شركة «إيلي ليلي» وحدها حوالي 100 وظيفة في مجال تطوير العلاجات، بما في ذلك المستحضرات الحيوية. ففي مجال صناعة الأدوية الحيوية، يتسع مجال الوظائف المطلوبة في قسم الأبحاث والتطوير بالشركة؛ ليشمل فنِّيِّي المختبر، وعلماء أوائل، وإحصائيين، ومتخصصين في الأدوية والسموم؛ كما تقول جينيفر بوراث، مديرة الموارد البشرية للتوظيف حول العالم بشركة «إيلي لِيلِي».


 وتضيف قائلة إن درجة الدكتوراة ليست مطلبًا ضروريًّا، فعلى سبيل المثال.. يحتوي قسم كوالا على اثنين من رؤساء المختبرات، لا يحملان درجة الدكتوراة، وهما يمثلان عُشر المجموعة. ويُعَدّ التنافس على هذه الوظائف شرسًا للغاية؛ فيقول بول نيوي ـ وهو متخصص في علم الأحياء المتعدية في شركة «أمجين» في كمبريدج بولاية ماساتشوستس ـ إن أحدث الوظائف التي أعلن عنها في قِسْمه جذبت حوالي 50 متقدمًا لكل وظيفة خلال الأسبوع الأول. أما في شركة «فايزر»، فقد جذبت إعلانات الوظائف البحثية للمبتدئين ومتوسطي الخبرة حوالي 150-250 مرشحًا لكل وظيفة، على حد قول أماتو.

إذًا، كيف يستطيع الباحثون المبتدئون تدعيم قدرتهم كمرشحين لهذه الوظائف؟ بالإضافة إلى معرفة أساسيات علم الأحياء والمهارات المختبرية، قد يساعدهم أيضًا الإلمام بمفاهيم مهمة في مجالات الصيدلة الحيوية، مثل التطور الإكلينيكي، والإنتاج واسع النطاق للأجسام المضادة وحيدة النسيلة، والبروتينات الهجينة، والعلاجات الخلوية. إن هؤلاء الذين يأملون في العمل في شركات بعينها يتوجب عليهم البحث عن المعرفة ذات الصلة بالأهداف المتعلقة بتطوير الأدوية الخاصة بكل الشركة. وعلى سبيل المثال.. يقول أماتو إن شركة «فايزر» ـ بالتعاون مع شركة «سيليستيس» Cellectis، المتخصصة في التحرير الجيني بباريس ـ قد بدأت بالفعل البحث في مجال علاجات مناعية مبنية على الخلايا. ومِن بين المهارات التقنية المطلوبة في هذه الوظائف.. استنبات الخلايا التائية الأوّلية، ووجود خبرة في تصنيع الخلايا، والتمييز، وضبط الجودة.
إن جون بيلز ـ وهو كيميائي متخصص في البروتينات، واستشاري الإنتاج الحيوي في شركة «إيلي لِيلِي» ـ يقوم بتوظيف مهندسين قادرين على استنساخ الجينات، والتعبير عنها، وقياس خصائص البروتينات، وتقدير التركيب الجزيئي. أما شركة الأدوية العملاقة «جلاكسو سميث كلاين» GSK، فهي تبحث عن علماء، لديهم مهارة في الكيمياء التحليلية، وبيولوجيا الخلية، وتنقية البروتينات، على حد قول جوزيف تارنوسكي، النائب الأول لرئيس مكتب الشركة في ميريون العليا بولاية بنسلفانيا.

أما بالنسبة إلى واي ني ـ وهي عالمة بحثية، التحقت بشركة «إيلي لِيلِي» فور إتمامها دراسات ما بعد الدكتوراة في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو ـ فإن مجموعة المهارات الممكن ترجمتها مباشرة لتطوير المستحضرات الحيوية قد ثبت لها أنها ذات أهمية. فخبرة ني في علم الأدوية وعلم الأحياء الجزيئية قد أسهمت في تميُّزها على منافسيها، كما يقول كوالا، الذي ألحقها بفريق باحثي الأدوية الخاص به. 

أظهرت ني أيضًا عددًا من المهارات «الناعمة» المهمة (انظر: «أكثر من مجرد مهارات مختبرية»)، حيث تطلب شركة «إيلي لِيلِي» من المتقدمين للوظائف تقديم ندوة بحثية أثناء المقابلة، فاستغلت ني الفرصة لتُظْهِر أنها تستطيع التفكير بأفق واسع وإبداع، وتوصيل أفكارها بطريقة جيدة. وتقول: «دارت أول شريحتين بالعرض الخاص بي حول علم الوبائيات، والتجارب الإكلينيكية، التي كانت ذات صلة بأعمالي البحثية. أعتقد أنهم اندهشوا قليلًا، لكوني أفكر في أهمية عملي، وعلاقته بعلاج الأمراض». كما أظهرت ني أيضًا قدرة على الإتيان بأفكار بديلة عندما يثبت أن فرضيتها الأولى كانت خاطئة، وكذلك إيجاد وسائل لملء الثغرات التقنية لديها، كتحديد كمية الظواهر الحيوية من خلال الصور المأخوذة، على سبيل المثال.

ومن جانبه، يقول ستان كروك ـ المدير التنفيذي بشركة «إيزيس» للأدوية في كارلسباد بولاية كاليفورنيا ـ إنَّ ما يهمّ ـ في نهاية الأمر ـ هو كيف يتصرف العالِم عندما تقع على عاتقه المسؤولية الكاملة عن مشروع بحثي، والموارد المصاحبة له. ويضيف: «حدِّدْ المجال العلمي المفضَّل لديك، ثم أَظْهِر الأداء الأفضل. هذه هي الإجابة».

||<>#اختيار #نفن_أسران ||<> #محرّم1437 <>||
#معين_الثّقافة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق