الأحد، 18 أكتوبر 2015

||<> ‫#‏رقصة_اليراع‬ ||<> كلامٌ .. في "الإيمانولوجيا".. <>||




أين المفرّ؟ العدوّ من أمامك، والبحر من ورائك، والأمريكان من فوقك، والنّفط من تحتك...
ها أنت أيّها العربيّ المسكين، تحاول أن تتخلّص من شرّ "الأيديولوجيا"، فيدركك همّ "البدولوجيا"، ولا تكاد تفكّ أسرك من "البدولوجيا" حتّى تغرق في ترعة آسنة اسمها "العلمانولوجيا"، ثمّ تراك لا تستطيع الخروج من"العلمانولوجيا" إلّا أن تجد نفسك في قميص ضيّق عليك في "السلَفيلوجيا"، ولأنّك تشعر بالاختناق الشّديد والمغص في قميص "السلَفيلوجيا"، يستغل اختناقك ناسٌ محتالون يلوّثونك بشيء اسمه"الطّائفيلوجيا"،

فتنساق زمنا في قطيع "الطّائفيلوجيا" حتّى ينفذ دمك من الثّأر للحسين أو لعثمان رضي الله عنهما - على الخيار - ثمّ لا ينقذك من موت محقّق من "الطّائفيلوجيا" إلّا ربطة عنق شموليّة تلفّك من كلّ جانب اسمها"الأخوانولوجيا"، ولأنّك تعيش في زمن مأبون، ستضطرّك تهمة "الإرهابولوجيا" أن تمقت "الأخوانولوجيا" مقتا، ولكن لا يطيب لك المقتُ زمنا طويلا حتّى تقهرك "الإرهابولوجيا" قهرًا وتطحنك طحنا إلى أن تجد نفسك جنديّا راكعا تبوس أقدام "داعيشولوجيا".

وحين تملّ "داعيشولوجيا" من نكاحك، وتنتهي من التّسلية بتقطيع أوصالك، ستفرّ بجلدك، إن بقي لك جلدٌ أصلا، لتجد نفسك في بهو فسيح تستقبلك فيه"الكفرولوجيا" بابتسامةٍ عريضة، وتناولك قهوة عربيّة، وتمسح دموعك، وتكمّد جروحك، وتسكنك في شقّة فارهة، فيها شاشة تلفزة مسطحة كبيرة عالية الدّقّة، تبثّ برامج ألف قناة وقناة تلفزيّة، تشاهد منها أنّى شئت باللّغة الّتي تريد... فتشاهد كلّ المشاهد، وتتمتّع بالملذّات الحسّيّة الّتي تخطر في بالك، وحتّى تلك الّتي لم تكن لتخطر لك على بال... ثمّ تنام ملء جفونك على سرير وثير تستمع مخدّرا لأنغام الموسيقى الكلاسيكيّة...

 ولا تعرف من ينام حذوك، فالكفرولوجيا من سماتها أنّها تجعلك بلا إحساس، وحين تصحو في الضّحى وتكون الشّمس قد ارتفعت إلى كبد السّماء، تستفيق على وقع صداع شديد برأسك، ودوران، وتتقيّأ أمعاءك، وتكره رائحة الطّعام... حينها... وحينها فقط... تكتشف أنّك في حالة وحم... نعم لا تستغرب... لقد صرتَ حاملا، حتّى لو كنت ذكرًا فحلا... لقد لقّحتك "الكفرولوجيا" بلقاح "الأيديولوجيا"...

 لكي تلدَ لها ذراري وتخلّف لها بنين وحفدة... لأنّ الأيديولوجيا ترضع دوما من حليب حبّ البقاء... ستلد أيّها العربيّ من الأيديولوجيا... ويدور ذراريك على شاكلتك في تلك الدّارة ... كما يدور جمل الطّاحونة...


لا تسلني: هل من أمل في الخروج من هذه الدّارة؟ نعم ! يوجد أمل ! الأمل لا ينقطع... قالت ذلك قارئة الفنجان، واشترطت للأمل شرطين:

أمّا الشّرط الأوّل: فكُنْ حرّا، ثمّ كن بعد ذلك كما تشاء، وعلامة حرّيتك أن تكون في وحدتك صاخبا كأنّك أمّة، وفي اجتماعك مع قومك تكون صامتًا كأنّك أمّة.

أمّا الشّرط الثّاني: فعليك أن تتّبع "الإيمانولوجيا"... أي الإيمان بنفسك أوّلا وبقدرتك على معرفة خالقك بنفسك ثانيا.

أمّا الشّرط الثّالث: أن تتأمّل جيدا وتفهم مغزى كلمات المغنّية فيروز حين غنّت:

(يا دارة دوري فينا، ضلّي دوري فينا، تاينسو أسـامـيهن، وننسى أسـامـينا، تعا تا نتخبى، من درب الأعمار، وإذا هنّي كبروا، نحنا بقينا صغار، وسألونا وين كنتوا، وليش ما كبرتوا أنتو، منقلن نسينا... ).

وإذا فهمتَ، أيّها العربيّ، الشّرط الثّالث، فعليك أن تقرّر العمل بالشّرطين الأوّل والثّاني، وتقرّر بنفسك... أن تكبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق