الأحد، 18 أكتوبر 2015

||<> ‫#‏ابداعات_الشّباب‬ ||<> افْهَمِينِي.... <>||




ما معنى المحاولة اذا لم يكن نصيبك منها سوى الفشل في النّهاية
ما معنى أن تحاول الطّيران بأصابع عارية من الرّيش وفي هواء فاسد
ما معنى أن تسقي الصّحراء بطولها وعرضها بكأس ماء لا يروي حنجرة
ما معنى أن تصرخ حين يكون كلّ من حولك ( أعمى أبكم أطرش )
ما معنى أن تضحك حين تحيطك أكوام من موتى على قيد الحياة
ما معنى أنّ لك شرف المحاولة .. اذا كان الشّرف نفسه صار مفقوداً

افهميني
حين أوصوك أن تمشي بجانب الجدار وتقول ياربْ ..ضحكوا عليك
فأكثر الّذين ماتوا كانوا نتيجة حتميّة للانهيارات العظيمة لتلك الجدران
وكلمة ياربْ.. كانت كلمة السّرّ لهم كي يعرفوا متى يهدّوا الجدار على رأسك …

افهميني
حين قالوا لك من جدَّ وجد ومن سار على الدّرب وصل ..كذبوا عليك
فمن جدّ وجد التّعب والخيبة والألم والقرف والزّهق وضياع العمر
والدّرب الّذي تكلّموا عنه تقطعه سلحفاة صغيرة في أسبوع واحد
ففي حينها لم تكن الدّروب ولا الطّرقات تحكمها بلديّات السّرقة والنّهب
ولم يكن بها حفر عميقة تقفز من فوقها وكأنّك في لعبة ( ماريو ) ..

افهميني
لا تكن عالماً ..
فتكتشف فداحة الظّلم الّذي مارسوه عليك وأنت تعطيهم العذر الجميل

لا تكن بصيراً ..
فتكتشف كم يحقدون عليك ويكرهونك ويضحكون في وجهك كذباً وبهتاناً

لا تكن فطيناً ..
فتعرف من يتآمر عليك ويطعنك وهو أقرب لك من حبل الوريد لقلبك

كن أعمى ..
حتّى تصدّق أنّهم يتمنّون لك الخير من حسن ظنّك المسكين يا مسكين

كن جاهلاً ..
حتّى تعيش بين الموتى الّذين يطرزون لك الكفن بكلّ رحابة صدر

كن بسيطاً ..
حتّى لا تغوص في تعقيدات البشر الّذين يتآمرون على عقلك وقلبك

كن ساذجاً ..
وقل في نفسك يا نار ... كوني برداً وسلاماً على المساكين أمثالي ..

افهميني
حين قالوا لك أنّ القافلة تمشي والكلاب تعوي ..كانوا يحسنون الظنّ في الكلاب وكانوا يكرهون صمت القافلة .. وذلّ القافلة .. وغياب القافلة .. وسكون القافلة... أمّا الآن فصارت القافلة كلّها كلاب ولا حرج أيّها المسكين

ولم تَعُدْ الكلاب تعوي بل صارت تتكلّم وتتحاور وتكتب أيضاً .. هل تُصدّق صاروا اليوم يستخدمون أكثر من لغة أجنبيّة في حال لم تفهم عواءهم الغريب .. صاروا يفسّرون لك الأمور على مزاجهم وكأنّهم نوابغ في تفسير الجلاليّين .. كانت القافلة يا سيّدتي حقيرة لا صوت لها ولا صراخ ولا حتّى اعتراض وكانوا يدعونك من حيث لا تدري أن تصير مثلهم كلباً يمشي على قدمين ..

افهَمِيني
حين قال الله تعالي ( إنّ بعض الظّنّ إثم ) صدق الله وهم كذبوا
إنّ كثيراً من الظّنّ من حسن الأدب والخلق والغباء أيضاً
والفرق بين الغنيّ والفقير ليس مجرّد كأس ماء ولقمة سائغة
والفرق بين الكافر والمؤمن فقط مجرّد شهادة أن لا اله الّا الله
والفرق بين الظّالم والمظلوم ليس مجرّد دعوة في غياهب اللّيل

افهميني
لا تحاول أبدا أن ترتكب فهم شيء لا طائل منه ولا فائدة
فكلّما زاد فهمك .. كلّما زادت متاعبك وهمومك وغضبك وحقدك
كلّما زاد وعيك .. كلّما زادت إشارات التّعجّب والاستفهام والاستهجان
كلّما زاد تفتّحك ..كلّما زاد عدد الأبواب المغلقة والنّوافذ المانعة للتّفسير

كلّما قرأت لي أكثر يا قارئي
كلّما ستلعنني وتشتمني وتقذفني

وربّما تخرجني من الملّة وتجعلني كافراً
وستقول في نفسك لحسن ظنّك بنفسك

( اللّهمّ لا تحاسبنا بما فعل السّفهاء منّا )

على حافّة الفهم.

شنقوا العالم جاليليو ( إكراماً للدّين وللرّبّ )
لأنّه قال أنّ الشّمس هي مركز الكون وليست الأرض
اللّهمّ لا تحرمنا من الجاهلين المرضى أبناء الكلب
فبدونهم لن نعرف أبداً أنّه لا يوجد عدل على الأرض

||<> ‫#‏بقلم‬ ‫#‏أحمد_الخطيب‬ ||<> ‫#‏محرّم 1436 <>||

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق