السبت، 17 أكتوبر 2015

||<> ‫#‏رقصة_اليراع‬ ||<>تمرين الرّقص مع الزّمن... أمام المرآة... <>||




أيّها الغصن النّابت في جذع الزّمن، في كلِّ صباحٍ يتنفّسُ به صبحٌ جديدٌ، حين يحين موعدُ إطلالتك اليوميّة على المرآة قبل الخروج للضّرب في الأرض،

 لك أن تتمرّن على الرّقص مع الزّمن كرقصة الرّيشة في يد الفنّان. دقّق النّظرَ بثباتٍ، أيّها الغصن النّابت في جذع الزّمن، في مُؤق عينيك، مقدار دقيقة على سلّم الألم،

 أو مقدار ثانية على سلّم الألق، وامنع رموشك من أن تطبق لإخفاء خوفك من نفسك، استمرّ مقدار ما تستطيع، ولا تفكّر أبدا في قادم الأيّام أو في ما قد مضى،

والْتَهِم من جفنة الحاضر بشدقيك ملء جنبيك، واشرب من الرّحيق مقدار ما يطفيء فيك ذيّاك الحريق، تنفّسْ من هواء "الآن" و"هنا" ما يملأ خزّان جناحيك بوقود الطّيران، وانتشِ بسكر اللّحظة ما استطعت...

ثمّ أَفِقْ خفيف الظّلّ على أُفُق... فستكتشف أنّك عبثا تحاول إيقاف الزّمن حين تجترّ كالشّاة الذّكريات، أو تستحثّ كالشّبِق الأيّام المقبلات.


 ستكتشف أيّها الإنسان أنّ الطّريقة الوحيدة الّتي يمكنك أن توقف بها الزّمن هي أن تقرّر بنفسك أن يبدأ حاضرك يوم تكتشف عقلك، وينتهي حاضرك يوم ينتهي عقلك، وما تحصده فيما بين القوسين هو تأويل قول الله سبحانه في القرآن: يا أيّها الإنسان إنّك كادح إلى ربّك كدحًا... فمُلاقيه!


 انتهى التّمرينُ... ليواصل كلّ غصن اجترار الماضي أو استحضار المستقبل، وتلك هي الحياة ... بلا حاضر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق